الباحث القرآني

﴿ٱبْلَعِي مَآءَكِ﴾ عبارة عن جفوف الأرض من الماء ﴿أَقْلِعِي﴾ أي أمسكي عن المطر ورُوي أنها أمطرت من كل موضع منها ﴿وَغِيضَ ٱلْمَآءُ﴾ أي نقص ﴿وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ﴾ أي تمّ وكمل ﴿وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِيِّ﴾ أي استقرت السفينة على الجودي وهو جبل بالموصل ﴿وَقِيلَ بُعْداً﴾ أي هلاكاً، وانتصب على المصدر ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ﴾ يحتمل أن يكون هذا النداء قبل الغرق، فيكون العطف من غير ترتيب، أو يكون بعده ﴿فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي﴾ أي: وقد وعدتني أن تنجي أهلي ﴿قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ أي ليس من أهلك الذين وعدتك بنجاتهم لأنه كافر، ولقوله: ونادى نوح ابنه ﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَٰلِحٍ﴾ فيه ثلاث تأويلات على قراءة الجمهور: أحدها: أن يكون الضمير في إنه لسؤال نوح نجاة ابنه، والثاني: أن يكون الضمير لابن نوح وحذف المضاف من الكلام تقديره: إنه ذو عمل غير صالح، والثالث: ان يكون الضمير لابن نوح، وعمل: مصدر وصف به مبالغة كقولك: رجل صوم، وقرأ الكسائي "عمل" بفعل ماض "غير صالح" بالنصب، والضمير على هذا لابن نوح بلا إشكال ﴿فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ أي لا تطلب مني أمراً لا تعلم أصواب هو أم غير صواب، حتى تقف على كنهه، فإن قيل: لم سمي نداءه سؤالاً، ولا سؤال فيه؟ فالجواب أنه تضمن السؤال وإن لم يصرح به ﴿إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ﴾ أن في موضع مفعول من أجله تقديره: أعظك كراهة أن تكون من الجاهلين، وليس في ذلك وصف له بالجهل، بل فيه ملاطفة وإكرام ﴿ٱهْبِطْ بِسَلَٰمٍ مِّنَّا﴾ أي اهبط من السفينة بسلامة ﴿وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ﴾ أي ممن معك في السفينة، واختار الزمخشري أن يكون المعنى من ذرية من معك، ويعني به المؤمنين إلى يوم القيامة، فمن على هذا لابتداء الغاية، والتقدير على أمم ناشئة ممن معك، وعلى الأول تكون من لبيان الجنس ﴿وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ﴾ يعني نمتعهم متاع الدنيا وهم الكفار إلى يوم القيامة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب