﴿وَقَالُواْ يَٰأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ ظاهر كلامهم هذا التناقض، فإن قولهم: ﴿يَٰأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ﴾ يقتضي تكذيبهم له، وقولهم: ﴿ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ يقتضي تصديقه، والجواب من وجهين: أحدهما أن القائلين لذلك كانوا مكذبين، وقولهم ﴿ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ يريدون على قولك وزعمك، وقولهم: ﴿إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ﴾ وعد نَوَوْا خلافه، والآخر: أنهم كانوا مصدّقين، وقولهم: يا أيها الساحر؛ إما أن يكون عندهم غير مذموم، لأن السحر كان علم أهل زمانهم، وكأنهم قالوا: يا أيها العالم، وإما أن يكون ذلك اسماً قد ألفوا تسمية موسى به من أول ما جاءهم، فنطقوا به بعد ذلك من غير اعتقاد معناه.
{"ayah":"وَقَالُوا۟ یَـٰۤأَیُّهَ ٱلسَّاحِرُ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهۡتَدُونَ"}