﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً﴾: أي أوقد (زه) مثل استجاب بمعنى أجاب، وقيل: هو على بابه وهو استدعاء الإيقاد. والمثل في أصل كلامهم بمعنى المثل وهو النّظير. ويقال: مثل ومثل ومثيل كشبه وشبه وشبيه، ثم قيل للقول السائر: المثل مضربه بمورده مثل، والمراد به هنا الصفة. والنار: جوهر لطيف مضيء حار محرق، واشتقاقها من نار ينور إذا نفر لأن فيها حركة واضطرابا.
﴿فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ﴾: لمّا: كلمة تدل على وجود [4/ ب] شيء لوجود غيره.
وأضاءت وضاءت لغتان بمعنى.
ويجوز في «ما» أن تكون موصولة، وأن تكون نكرة موصوفة، وأن تكون صلة.
وحول الشيء: ما دار من جوانبه. وتأليفه للدوران والإطافة.
﴿ذَهَبَ﴾: الذّهاب بالمرور أو الزّوال أو الإبطال، تفسيرات.
والإذهاب: الحمل عليه، وكذلك الذّهاب به.
﴿بِنُورِهِمْ﴾: النور: الضوء (زه) النّور: نقيض الظّلمة، واشتقاقه من النّار.
﴿وَتَرَكَهُمْ﴾: يجوز أن يكون ترك بمعنى صيّر، وأن يكون بمعنى طرح وخلّى.
﴿فِي ظُلُماتٍ﴾: جمع ظلمة، وهي مرض ينافي النّور. وقيل:
عدم النّور وكذلك الظّلام، واشتقاقها من قولهم: ما ظلمك أن تفعل كذا، أي ما منعك وما شغلك لأنها تسد البصر وتمنع الرّؤية.
{"ayah":"مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِی ٱسۡتَوۡقَدَ نَارࣰا فَلَمَّاۤ أَضَاۤءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِی ظُلُمَـٰتࣲ لَّا یُبۡصِرُونَ"}