وقوله: ﴿إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي﴾ وقال ﴿إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي﴾ ولم يأت منهم بشىء يقع عَليه الفعل. وهو جائز: أن تقول: قد أصَبنا من بنى فلان، وقتلنا من بنى فلان وإن لم تقل: رجَالا، لأن (مِن) تؤدّى عن بَعض القوم كقولك: قد أصبنا من الطعام وشربنا من الماء. ومثله ﴿أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ﴾.
وقوله ﴿تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ﴾ يقول: اجعل أفئدة من الناس تريدهم؛ كقولك: رأيت فلانا يهوِى نحوك أى يريدك. وقرأ بعض القرّاء (تَهْوَى إلَيْهِمْ) بنصب الواو، وبمعنى تهواهم كما قال ﴿رَدِفَ لَكُمْ﴾ يريد ردفكم، وكما قالوا: نَقدت لها مائة أى نَقدتها.
{"ayah":"رَّبَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ"}