وقوله: ﴿لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي﴾ معناه: لكن أنا هو الله ربّى تُرِك همزة الألف من أنا، وكثر بها الكلامُ، فأدغمت النون من (أنا) مع النون من (لكن) ومِنَ العرب من يقول: أنا قلت ذاك بتمام الألف فقرئت لكنّا على تلك اللغة وأثبتوا الألف فى اللغتين فى المصحف: كما قالوا: رأيت يزيدا وقواريرا فثبتت فيهما الألف فى القولين إذا وقفت. ويجوز الوقوف بغير ألف فى غير القرآن فى أنا. ومن العرب من يقول إذا وقف: أَنَهْ وهى فى لغة جَيّدة. وهى فى عُلْيا تميم وسُفْلى قيس وأنشدنى أبو ثَرْوان: وترميننى بالطّرْف أىْ أنت مذنب * وتقلِيننى لكنّ إيّاكَ لا أَقلى
يريد: لكِنْ أنا إيّاك لا أَقلى، فترك الهمز فصَار كالحرف الواحد. وزعم الكسائى أنه سمع العرب تقول لكنَّ والله، يريدون: لكن أنا والله. وقال الكسائى: سمعت بعض العرب يقول: إنَّ قائم يريد إنْ أنا قائم فترك الهمز: وأدْغم فهى نظير للكن.
{"ayah":"لَّـٰكِنَّا۠ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّی وَلَاۤ أُشۡرِكُ بِرَبِّیۤ أَحَدࣰا"}