وقوله: ﴿فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا﴾ سِألوهم القِرَى: الإضافة فلم يفعلوا. فلو قرئَتْ) (أَنْ يُضِيفُوهُمَا) كان صَوَاباً. ويقال القرية أنطاكية [وقوله] ﴿يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ﴾ يقال: كيفَ يريد الجدار أن ينقضّ؟ وذلك من كلام العرب أن يقولوا: الجدار يريد أن يسقط. ومثله قول الله ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الغَضَبُ﴾ والغضب لا يسكت (إنما يسكت صَاحبه) وَإنما معناه: سَكن، وقوله: ﴿فَإذا عَزَمَ الأَمْرُ﴾ [و] إنما يَعزم الأمرَ أهلُه وقد قال الشاعر: إن دهرا يلفُّ شملى بجُمْلٍ * لزمان يَهُمُّ بالإِحْسَانِ
وقال الآخر: شكا إلى جملى طول السُّرى * صبراً جميلاً فكلاَنا مبتَلَى
والجمل لم يَشْك، إنما تُكلّم به على أنه لو نطق لقال ذلك. وكذلك قول عنترة.
فازوَرَّ من وَقْع القَنَا بِلَبَانه * وشكا إلىَّ بعَبْرة وتَحْمحُمِ
وقد ذُكرت (يَنْقَاض) للجدار والانقياض: الشَقّ فى طول الجدار وفى طىّ البئر وفى سِنّ الرَّجُل يقال: انقاضت سِنُّهُ إذا انشقّت طولاً. فقال مُوسَى لَوْ شِئْتَ [لم تُقِمه حتّى يَقُرونا فهو الأجر. وقرأ مجاهد] ﴿لو شئت لتَخِذْتَ عَلَيْهِ أجْراً﴾ وأنشدنى القَنَانِىّ.
* تَخِذَهَا سُرِّيَّةً تُقَعِّده * وأصلها اتّخذ: افتعل.
{"ayah":"فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَیَاۤ أَهۡلَ قَرۡیَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَاۤ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡا۟ أَن یُضَیِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِیهَا جِدَارࣰا یُرِیدُ أَن یَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَیۡهِ أَجۡرࣰا"}