وقوله: ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ﴾ اليوم ليسَ بصلة للبشرى فيكونَ نصبُه بهَا. ولكنك مضمر للفاء؛ كقيلكَ فى الكلام: أمَّا اليومَ فلاَ مَال. فإذا ألقيت الْفَاء فأنت مضمِر لمثل اليوم بعد لا. ومثله فى الكلام: عندنا لا مال إن أردت لا مال عندنا فقدّمت (عندنا) لم يجز. وإن أضمرت (عندنا) ثانية بعد (لا مَال) صلح؛ ألا ترى أنَّكَ لا تقول: زيدا لا ضارِبَ (يا هذا) كَمَا تقول: لا ضارِبَ زَيداً.
وقوله: ﴿وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً﴾ حَرَاماً محرّماً أن يكون لهم البشرى. والحِجْرُ: الحرام، كما تقول: حَجَر التاجر عَلَى غُلامه، وحجر عَلَى أهله. وأنشدنى بعضهم:
فهممتُ أن ألقى إليهَا مَحْجَراً * ولَمِثْلُها يُلْقى إِليْهِ المحجَرُ قال الفراء: أَلْقى وإلْقى من لقِيت أى مِثلُها يُركبُ منه المحرّم.
{"ayah":"یَوۡمَ یَرَوۡنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةَ لَا بُشۡرَىٰ یَوۡمَىِٕذࣲ لِّلۡمُجۡرِمِینَ وَیَقُولُونَ حِجۡرࣰا مَّحۡجُورࣰا"}