وقوله: ﴿مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا﴾ يريد السبيل فأنَّثها، والمعنى تبغون لها. وكذلك ﴿يبغونكم الفِتنة﴾: يبغون لكم الفتنة. والعرب يقولون: ابغنى خادما فارِها، يريدون: ابتغِهِ لى، فإذا أرادوا: ابتغِ معِى وأعِنِّى على طلبه قالوا أَبْغنى (ففتحوا الألِف الأولى من بغيت، والثانية من أبغيت) وكذلك يقولون: المِسنى نارا وألمِسنى، واحلبنى وأَحلبنى، واحْمِلنى وأحملنى، واعكمنى وأعكمنى؛ فقوله: احلِبنى يريد: احلب لى؛ أى اكفنى الحَلَب، وأحلبنى: أعِنِّى عليه، وبقِيته على مثل هذا.
{"ayah":"قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا وَأَنتُمۡ شُهَدَاۤءُۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ"}