وقوله: ﴿وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا﴾ يقول: إن دعت داعية ذاتُ ذُنُوبٍ قد أثقلتها إلى ذنوبها ليُحمل عنها شىء من الذنوبِ لم تجد ذلكَ. ولو كانَ الذى تدعوه أباً أو ابنَا. فذلك قوله: ﴿وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ﴾ ولو كانت: ﴿ذو قربى﴾ لجَازَ؛ لأنه لم يُذكر فيصيرَ نكرة. فمَن رفع لم يضمر فى (كان) شيئاً، فيصيرُ مثل قوله: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ} ومن نصب أضمر. وهى فى قراءة أُبَىّ: (وَإِنْ كَانَ ذَا عُسْرَةٍ) على ذلك. وإنما أنّث ﴿مُثْقَلَةٌ﴾ يذهب إلى الدابة أو إِلى النفس، وهما يعبِّران عن الذكر والأنثى، كما قَالَ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المُوْتِ﴾ للذكَر والأنثى.
{"ayah":"وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا یُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَیۡءࣱ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۤۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَیۡبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا یَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِیرُ"}