وقوله: ﴿سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ﴾ فجعله بالنون. والعجمىُّ من الأسْمَاء قد يفعل به هذا العربُ. تقول: ميكالُ وميكائِيل وميكائل وميكائينُ بالنون. وهى فى بنى أسَدٍ يقولونَ: هذا إسْمَاعِين قد جَاء، بالنون، وسَائر العرب باللام. قال:وأنشدنى بعض بنى نُمَير لضب صَاده بعضهم: يقول أهلُ السوق لما جينا * هذا وَربِّ البيت إسرائينا فهذا وجه لقوله: إلياسينَ. وإن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعاً. فتجعَل أصحابه داخلين فى اسمه، كما تقول للقوم رئيسُهم المُهَلّب: قد جاءتكم المهالبة والمهلَّبون، فيكون بمنزلة قوله: الأشعرِين والسَّعْدِين وشبهه. قال الشاعر: * أنا ابن سعدٍ سَيّدِ السَّعْدِينا * وهو فى الاثنين أكثر: أن يضمّ أحدهما إلى صَاحبه إذا كان أَشهر منه اسماً؛ كقول الشاعر: جزانى الزَّهدمان جزاء سَوءٍ * وكنتُ المرءَ يُجزَى بالكرامَهْ
واسم أحدهما زَهْدَم. وقال الآخر: جزى الله فيهَا الأعوَرَين ذَمَامَةً * وفروة ثَغْر الثورَةِ المتضَاجِم
واسم أحدهما أَعور:
وقد قرأ بعضهم ﴿وَإنّ اليَأْسَ﴾ يجعَل اسْمَه يَأساً، أدخل عَليه الألف واللام. ثم يقرءون ﴿سَلاَمٌ عَلَىٰ آل يَاسِينَ﴾ جَاء التفسير فى تفسير الكلبىّ عَلى آل ياسينَ: عَلى آلِ محمد صلى الله عليه وسلم. والأوّل أشبه بالصَّواب - والله أعلم - لأنها فى قراءة / 160 ب عبدالله ﴿وَإِنَّ إِدْرِيسَ لَمِنَ المرسَلينَ﴾ ﴿سَلاَمٌ عَلى إِدْراسِين﴾ وقد يَشهد عَلى صَوَاب هَذَا قوله: ﴿وَشَجَرَةً تُخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ﴾ ثم قَالَ فى موضع آخر ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ وهو معنىً واحدٌ وموضع واحدٌ والله أعلم.
{"ayah":"سَلَـٰمٌ عَلَىٰۤ إِلۡ یَاسِینَ"}