الباحث القرآني

وقوله: ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ هذا أمر من الله عزّ وجلّ؛ كقولك: عليكم أنفسكم. والعرب تأمر من الصفات بغليك، وعندك، ودونك، وإليك. يقولون: إليك إليك، يريدون: تأخّر؛ كما تقول: وراءك وراءك. فهذه الحروف كثيرة. وزعم الكسائىّ أنه سمع: بينكما البعير فخَذاه. فأجاز ذلك فى كلّ الصفات التى قد تُفرد، ولم يُجِزه فى اللام ولا فى الباء ولا فى الكاف. وسمع بعض العرب تقول: كما أنت زيدا، ومكانَك زيدا. قال الفراء: وسمعت [بعض] بنى سُلَيم يقول فى كلامه: كما أَنتَنِى، ومكانَكَنِى، يريد انتظرنى فى مكانك. ولا تقدّمنّ ما نصبته هذه الحروفُ قبلها؛ لأنها أسماء، والاسم لا يَنصب شيئا قبله؛ تقول: ضرباً زيدا، ولا تقول: زيدا ضربا. فإن قلته نصبت زيدا بفعل مضمر قبله كذلك؛ قال الشاعر: * يأيها المائِح دلوى دونكا * إن شئت نصبت (الدلو) بمضمر قبله، وإن شئت جعلتها رفعا، تريد: هذه دلوى فدونكا. ﴿لاَ يَضُرُّكُمْ﴾ رفع، ولو جزمت كان صوابا؛ كما قال (فاضرِبْ لهم طَرِيقا فِى البحر يَبَسا لا تخَفْ، ولا تخافُ) جائزان.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب