وقوله: ﴿قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً﴾ إن شئت جعلت (لاَ تُشْرِكُوا) نهيا أدخلت عليه (أن). وإن شئت جعلته خبرا و(تشِركوا) فى موضع نصب؛ كقولك: أمرتك ألاَّ تذهبَ (نَصْب) إلى زيد، وأن لا تذهبْ (جَزْم)، وإن شئت جعلت ما نسقته على (أَلاَّ تُشْرِكُوا بِه) بعضه جزما ونصبا بعضه؛ كما قال: ﴿قُلْ إِنِّى أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ﴾، فنصب أوله ونهى عن آخره؛ كما قال الشاعر: حجَّ وأوصى بسليمى الأعبدا * ألاّ ترى ولا تكلمْ أحدا * ولا تُمَشِّ بفَضاء بعدَا * فنوى الخبر فى أوّله ونهى فى آخره. قال: والجزم فى هذه الآية أحبّ إلىّ لقوله: (وَأَوفُوا الْكَيْلَ). فجعلت أوّله نهيا لقوله: (وَأَوفُوا الْكَيْلَ).
{"ayah":"۞ قُلۡ تَعَالَوۡا۟ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَیۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰاۖ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِیَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلۡفَوَ ٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَ ٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ"}