وقوله: ﴿كُن فَيَكُونُ﴾ يقال إنّ قوله: (فيكون) للصُّور خاصَّة، أى يقول للصُّور: (كُنْ فَيَكُونُ).
ويقال إن قوله: (كن فيكون) لقوله هو الحقّ من نعت القول، ثم تجعل فعله ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ﴾ يريد: يكون قوله الحقّ يومئذ. وقد يكون أن تقول: ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ﴾ لكل شىء فتكون كلمة مكتفِية وترفع القول بالحقّ، وتنصب (اليوم) لأنه محل لقوله الحقّ.
والعرب تقول: نِفخ فى الصورِ ونُفِخَ، وفى قراءة عبدالله: (كهيئة الطير فأنفخها فتكون طيرا بإذنى) وقال الشاعر: لولا ابنُ جَعْدة لم يُفتَح قُهُنْدُزكم * ولا خُراسانُ حتى يُنْفَخَ الصورُ ويقال: إن الصُّور قَرن، ويقال: هو جمع للصور ينفخ فى الصور فى الموتى.
والله أعلم بصواب ذلك.
{"ayah":"وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَیَوۡمَ یَقُولُ كُن فَیَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِۚ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡخَبِیرُ"}