وقوله: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾ ذكرت قريبا لأنه ليس بقرابة فى النسب. قال: ورأيت العرب تؤنث القريبة فى النسب لا يختلفون فيها، فإذا قالوا: دارك منّا قريب، أو فلانة منك قريب فى القرب والبعد ذكَّروا وأنَّثوا. وذلك أن القريب فى المعنى وإن كان مرفوعا فكأنه فى تأويل: هى من مكان قريب. فجعل القريب خَلَفا من المكان؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وما هِى مِن الظالِمِين ببعِيد﴾ وقال: ﴿وما يدرِيك لعل الساعة تكون قريبا﴾ ولو أنَّث ذلك فبنى على بعدَتْ منك فهى بعيدة وقَرُبت فهى قريبة كان صوابا حسنا. وقال عروة: عشِيَّةَ لاعفراءُ مِنك قرِيبة * فتدنو ولا عفراء مِنك بعِيد ومن قال بالرفع وذكَّر لم يجمع قريبا [ولم] يثنّه. ومن قال: إنّ عفراء منك قريبة أو بعيدة ثنَّى وجمع.
{"ayah":"وَلَا تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَـٰحِهَا وَٱدۡعُوهُ خَوۡفࣰا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ"}