وقوله عز وجل: ﴿تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا﴾.
يقال: إن جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل ومعه الملائكة، فلا يَلْقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلّموا عليه، [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد] قال: حدثنا الفراء قال: حدثنى أبو بكر بن عياش عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس أنه كان يقرأ: ﴿مِنْ كِلِّ امرىءٍ(4) سَلاَمٌ﴾ (5) فهذا موافق لتفسير الكلبى، ولم يقرأ به أحد غيرُ ابن عباس.
وقول العوام: انقطع عند قوله: ﴿مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾، ثم استأنف فقال: ﴿سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ﴾ و (المطلِع) كسره يحيى بن وثاب وحدَه، وقرأه العوام بفتح اللام (مطلَع).
وقول العوام أقوى فى قياس العربية؛ لأن المطلَع بالفتح هو: الطلوع، والمطِلع: المشرق، والموضع الذى تطلع منه إِلاَّ أن العرب يقولون: طلعت الشمسُ مطلِعا فيكسرون. وهم يريدون: المصدر، كما تقول: أكرمتك كرامةً، فتجتزىء بالاسم من المصدر. وكذلك قولك: أعطيتك عطاء اجتزى فيه بالاسم من المصدر.
{"ayah":"تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ"}