الباحث القرآني

﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ﴾ أي صفتهم [[تأويل المشكل ٥٩-٦٠، وتفسير الطبري ٢٦/٧١.]] . ثم استأنف، فقال: ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ قال أبو عبيدة: "شَطْءُ الزرع: فِراخه وصغاره [[وهو قول ابن زيد وابن الأعرابي والجوهري. على ما في الطبري ٢٦/٧٢، والقرطبي ١٦/٢٩٩، والبحر ٨/١٠٢، واللسان ١/٩٤.]] ؛ يقال: قد أشطأ الزرع فهو مشطئ؛ إذا أفرخ". قال الفراء. "شطْئُه: السُّنبل تُنبت الحبةُ عشْرًا وسبعًا وثمانيًا". ﴿فَآزَرَهُ﴾ أي أعانه وقوّاه. ﴿فَاسْتَغْلَظَ﴾ أي غلُظ. ﴿فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ﴾ جمع "ساق". [مثل دُور ودار] . ومنه يقال: "قام كذا على سوقه وعلى السوق"؛ لا يراد به السوقُ: التي يُباع فيها ويُشترى. إنما يراد: أنه قد تناهى وبلغ الغاية؛ كما أن الزرع إذا قام على السوق فقد استَحكَم. وهذا مثل ضربه الله للنبي ﷺ: إذ خرج وحدهُ، فأيده بأصحابه؛ كما قوَّى الطاقة من الزرع بما نبت منها حتى كثُرتْ وغلُظتْ واستحكمتْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    إسلام ويب