﴿كَما أخْرَجَك رَبّك مِن بَيْتك بِالحَقِّ﴾ مُتَعَلِّق بِأَخْرَجَ ﴿وإنَّ فَرِيقًا مِن المُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ﴾ الخُرُوج والجُمْلَة حال مِن كاف أخْرَجَك وكَما خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف أيْ هَذِهِ الحال فِي كَراهَتهمْ لَها مِثْل إخْراجك فِي حال كَراهَتهمْ وقَدْ كانَ خَيْرًا لَهُمْ فَكَذَلِكَ أيْضًا وذَلِكَ أنَّ أبا سُفْيان قَدِمَ بِعِيرٍ مِن الشّام فَخَرَجَ النَّبِيّ ﷺ وأَصْحابه لِيَغْنَمُوها فَعَلِمَتْ قُرَيْش فَخَرَجَ أبُو جَهْل ومُقاتِلُو مَكَّة لِيَذُبُّوا عَنْها وهُمْ النَّفِير وأَخَذَ أبُو سُفْيان بِالعِيرِ طَرِيق السّاحِل فَنَجَتْ فَقِيلَ لِأَبِي جَهْل ارْجِعْ فَأَبى وسارَ إلى بَدْر فَشاوَرَ النَّبِيّ ﷺ أصْحابه وقالَ إنّ اللَّه وعَدَنِي إحْدى الطّائِفَتَيْنِ فَوافَقُوهُ عَلى قِتال النَّفِير وكَرِهَ بَعْضهمْ ذَلِكَ وقالُوا لَمْ نَسْتَعِدّ لَهُ كَما قالَ تَعالى:
{"ayah":"كَمَاۤ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَیۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِیقࣰا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ لَكَـٰرِهُونَ"}