﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ﴾ إما أن يكون اسم ملك قد وكلّ بالرّعد وإما أن يكون صوت سحاب واحتجّوا بآخر الكلام: ﴿وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾ يقال: ألا ترى أن العرب تقول:
جون هزيم رعده أجشّ [[لم أجده فيما رجعت إليه من المظان.]]
ولا يكون هكذا إلّا الصوت.
﴿شَدِيدُ الْمِحالِ﴾ أي العقوبة [[«المحال العقوبة» : كذا فى البخاري، قال ابن حجر هو قول أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٢٨١) .]] والمكر والنكال، قال الأعشى:
فرع تبع يهتزّ فى غصن المجد غزير النّدى شديد المحال [[البيت الأول هو ٣٨، والثاني هو ٤٦ من القصيدة الأولى فى ديوانه، قال الطبري (١٣/ ٧٥) : هكذا كان ينشده معمر بن المثنى فيما حدثت عن ابن المغيرة عنه، وأما الرواة بعده فإنهم ينشدونه:
فرع فرع يهتز فى غصن المجد كثير الندى عظيم المحال وفسر ذلك معمر بن المثنى، وزعم أنه عنى به العقوبة ... والنكال، وهو فى السمط ٩٠٧، والقرطبي ٩/ ٢٩٩، واللسان والتاج (محل) .]] إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالى غرام: هلاك وفى القرآن: ﴿إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً﴾ [٢٥: ٦٥] أي هلاكا وقد فسرناه فى موضعه، وقال ذو الرّمّة:
[أبرّ على الخصوم فليس خصم ... ولا خصمان يغلبه جدالا
] [[البيت الأول هو ٧٥، والثاني هو ٧٣ من القصيدة ٥٧ فى ديوانه.
والأول فى الأغانى ١٦/ ٢٥، واللسان والتاج (خصم) . والثاني فى الطبري ١٣/ ٧٥، والقرطبي ٩/ ٣٠٠، واللسان والتاج (شغزب) والشغازب: قال الأصمعى:
الشغزبة: ضرب من الصراع، وهو أن يدخل الرجل رجله بين رجلى صاحبه فيصرعه، وقال بعضهم: الشغازب القول الشديد (شرح الديوان) .]] ولبس بين أقوام فكل ... أعدّ له الشّغازب والمحالا
[والشّغزبة الالتواء] .
{"ayah":"وَیُسَبِّحُ ٱلرَّعۡدُ بِحَمۡدِهِۦ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ مِنۡ خِیفَتِهِۦ وَیُرۡسِلُ ٱلصَّوَ ٰعِقَ فَیُصِیبُ بِهَا مَن یَشَاۤءُ وَهُمۡ یُجَـٰدِلُونَ فِی ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِیدُ ٱلۡمِحَالِ"}