﴿مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾ ول «كان» مواضع، فمنها لما مضى، ومنها لما حدث ساعته وهو: كيف نكلم من حدث فى المهد صبيا ومنها لما يجىء بعد فى موضع «يكون» والعرب تفعل ذلك، قال الشاعر:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... منى وما يسمعوا من صالح دفنوا[[٢١٠: وقد اختلف عجز البيت فى إنشادى أبى عبيدة.]] (٢١٠)
أي يطيروا ويدفنوا. ﴿وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾ [٤٨: ٤] فيما مضى والساعة، وفيما يكون ويجيء «كان» أيضا زائدة ولا تعمل فى الاسم، كقوله:
فكيف إذا رأيت ديار قوم ... وجيران لهم كانوا كرام[[٥٠٩: للفرزدق: من قصيدة طويلة فى ديوانه ص ٨٣٥ وهو فى الكتاب ١/ ٢٤٩ والشنتمرى ١/ ٢٨٩ والسمط ص ٧٥٩ والقرطبي ١١/ ١٠٢ واللسان والتاج (كون) والعيني ١/ ٤٢ وشواهد المغني ص ٢٣٦ والخزانة ٤/ ٣٧.]] [٥٠٩]
والمعنى وديار جيران كرام كانوا، و«كانوا» فضل لأنها لم تعمل فتنصب القافية، قال غيلان بن حريث الرّبعىّ:
إلى كناس كان مستعيده [٥١٠]
وكان فضل، يريد إلى كناس مستعيده. وسمعت قيس [[١٤ «قيس ... البدري» : لم أقف على ترجمته فيما رجعت إليه.]] بن غالب البدرىّ يقول: ولدت فاطمة [[١ «فاطمة» : من بنى أنمار بن بغيض وهى إحدى منجبات قيس وهى أم الربيع بن زياد العبسي وهى تسير فى ظعائن من بنى عبس (انظر النقائض ص ٩٠) .]] بنت الخرشب الكملة [[١ «الكلمة» : كانوا أربعة والمشهور منهم هو عمارة بن زياد العبسي وأخوه الربيع وأخوه أنس الفوارس (انظر النقائض ص ١٩٣) .]] من بنى عبس لم يوجد كان مثلهم، أي لم يوجد مثلهم، «كان» فضل.
{"ayah":"فَأَشَارَتۡ إِلَیۡهِۖ قَالُوا۟ كَیۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِی ٱلۡمَهۡدِ صَبِیࣰّا"}