﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ﴾ : الهمزة فيها مجتلبة، لأن واحدها ملك بغير همزة، قال الشاعر فهمز:
ولست لإنسىّ ولكن لملأك ... تنزّل من جوّ السماء يصوب (٤٠)
﴿أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها﴾ جاءت على لفظ الاستفهام، والملائكة لم تستفهم ربّها، وقد قال تبارك وتعالى: ﴿إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ ولكن معناها معنى الإيجاب: أي انك ستفعل. وقال جرير، فأوجب ولم يستفهم، لعبد الملك بن مروان:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح [[ديوانه ٩٧- والطبري ٢١/ ١٠ والأغانى ٧/ ٦٧ وشواهد المغني ١٥.]]
وتقول وأنت تضرب الغلام على الذنب: ألست الفاعل كذا؟ ليس باستفهام ولكن تقرير.
﴿نُقَدِّسُ لَكَ﴾ نطهّر، التقديس: التطهير.
و﴿نُسَبِّحُ﴾ نصلىّ، تقول: قد فرغت من سبحتى، أي من صلاتى.
{"ayah":"وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ"}