﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ﴾ مجازه ومن يعمل الصالحات، و«من» من حروف الزوائد، وفى آية أخرى: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ، وقال الشاعر [[٣ «الشاعر» هو أبو ذوءيب الهذلي]] :
جزيتك ضعف الحبّ لما استثبته ... وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلى (٥٨)
زاد «من» لمكان النفي ولا تزاد «من» فى أمر واجب، يقال: ما عندى من شىء وما عندك من خير وهل عندك من طعام، فإذا كان واجبا لم يجز شىء من هذا فلا تقول: عندى من خير ولا عندى من درهم وأنت تريد: عندى درهم.
﴿وَلا هَضْماً﴾ أي ولا نقيصة، قال لبيد:
ومقسّم يعطى العشيرة حقّها ... ومغذمر لحقوقها هضّامها[[٥٦٨: من معلقته فى شرح العشر ص ٨٧.]] [٥٦٨]
يقال: هضمنى فلان حقّى ومنه هضيم الكشح أي ضامر البطن ومنه: طلعها هضيم قد لزق بعضه ببعض وضم بعضه بعضا، ويقال: هضمنى طعامى، ألا ترى أنه قد ذهب [[١١- ١٣ «يقال ... ذهب» : وفى الطبري (١٦- ١٤٤) . يقال هضمنى فلان حقى ومنه امرأة هضيم أي ضامرة البطن ومنه قولهم: قد هضم الطعام إذا ذهب وهضمت لك حقك أي حططته.]] وهو فى قول أحسن: أكيل هضوم مطعّم قد أمكن أن يؤكل.
{"ayah":"وَمَن یَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَا یَخَافُ ظُلۡمࣰا وَلَا هَضۡمࣰا"}