قوله: ﴿ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ﴾ إلى: ﴿ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾.
* * *
﴿ذٰلِكُمْ﴾: في موضع رفع على معنى الأمر: ﴿ذٰلِكُمْ﴾.
أو: الأمْرُ.
ويجوز فيها، وفيما تقدم أن تكون في موضع نصب على معنى فعل: ﴿ذٰلِكُمْ﴾.
و ﴿ذٰلِكُمْ﴾ إشارة إلى ما تقدم من قتل المشركين والظفر بهم.
* * *
وقوله: ﴿وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ﴾، أي: واعلموا أن الله مُضْعِفٌ ﴿كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ﴾، حتى ينقادوا.
وكل ما جاز في ﴿وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ﴾ [الأنفال: ١٤]، جاز في هذه.
وقيل معنى ﴿مُوهِنُ﴾: يلقي الرعب في قلوبهم.
* * *
وقوله: ﴿إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ﴾.
هذا خطاب للكفار، قالوا: اللهم انصر أحب الفريقين إليك.
* * *
ومعنى ﴿تَسْتَفْتِحُواْ﴾: تستحكموا على أقطع الحزبين للرحم. أي: إن تستدعوا الله أن يحكم بينكم في ذلك ﴿فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ﴾، أي: الحكم.
* * *
﴿وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
أي: إن تنتهوا عن الكفر بالله، ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
قال السدي: كان المشركون إذا خرجوا من مكة إلى قتال النبي ﷺ أخذوا أستار الكعبة فاستنصروا الله.
* * *
وقوله: ﴿وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ﴾.
أي: إن عدتم إلى القتال عُدْنا لمثل الوقعة التي أصابتكم يوم بدر.
* * *
﴿وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً﴾.
أي: جنودكم وإن كانت كثيرة.
وقيل: ﴿إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ﴾: للمؤمنين، وما بعده للكفار.
* * *
وقوله: ﴿وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾، عطف على: ﴿وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ﴾.
وقيل المعنى: ولأنَّ الله مع المؤمنين.
وقيل المعنى: واعلموا أنّ الله.
فيجوز الابتداء بها مفتوحة على هذا القول.
وقيل: إنه كله خطاب للمؤمنين، أي: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر، وإن تنتهوا عن مثل ما فعلتم من أخذ الغنائم والأسرى قَبْل الإذن ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾، وإن تعودوا إلى مثل ذلك نَعُدْ إلى توبيخكم، كما قال تعالى: ﴿لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ (لَمَسَّكُمْ)﴾ [الأنفال: ٦٨] الآية.
وقيل المعنى: ﴿وَإِن تَعُودُواْ﴾ أيها الكفار، إلى مثل قولكم واستفتاحكم نعد إلى نصرة المؤمنين.
{"ayahs_start":18,"ayahs":["ذَ ٰلِكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَیۡدِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ","إِن تَسۡتَفۡتِحُوا۟ فَقَدۡ جَاۤءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُوا۟ فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُوا۟ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِیَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ"],"ayah":"ذَ ٰلِكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَیۡدِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ"}