وقولُه جلَّ وعز ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ﴾.
قال أبو جعفر: الذي عليه أهل الحديث أن الحُسْنَى: الجنَّة، والزيادة النظر إلى الله جلَّ اسمه. حدثنا الحسين بن عمر قال: نا هنَّادٌ قال: نا وكيعٌ عن أبي بكر الهُذَلي، عن أبي تَمِيمة الهُجيْمِي، عن أبي موسى في قول الله تعالى ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ﴾ قال: الجنة ﴿وَزِيَادَةٌ﴾ قال: النَّظَر إلى الله جلَّ وعزَّ.
حدثنا الحسين قال: نا هنَّاد قال: نا قَبِيصة، قال: نا حماد بن سلمة، وقُرئ على ابنِ بنتِ منيعٍ، عن هُدْبَةَ بنِ خالد، قال: نا حمَّاد بنُ سلمة، عن ثابتٍ البُنَانيِّ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن صُهيب، قال: إن رسول الله ﷺ قرأ ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ﴾ فقال: "إذا دَخَلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ، نادى منادٍ: يا أهلَ الجنة، إنَّ لكم عند اللهِ موعداً يريدُ أن يُنْجِزَكموه، فيقولون: وما هُوَ؟ ألم يثقِّلِ اللهُ موازيننا، ويبيِّضْ وجوهنا، ويدخلنا الجنَّة، وينجِّنا من النار؟ فيكشف عن الحجاب ويتجلَّى، فينظرون إليه جلَّ وعز، قال: فواللهِ ما أعطاهم اللهُ شيئاً أحبَّ إليهم من النَّظر إليه، وهي الزيادة.
قال أبو جعفر: وفي حديث ابن بنت منيع "ويُجِزْنا" وفي حديثه "فينظرون إلى الله جلَّ وعز".
* ثم قال جل وعز ﴿وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ﴾.
قال ابن عباس: القَتَر: سوادُ الوجوه.
وقال غيره: القَتَر: جمع قَتَرةٍ، وهي الغَبَرَة.
ومعنى ﴿يَرْهَقُ﴾ يغشى، والذلَّةُ: الهَوَانُ.
وفي حديث عبدالرحمن بن أبي ليلى ﴿وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ﴾ قال: بَعْد نظرهم إلى ربهم.
والعاصم: المانعُ.
{"ayah":"۞ لِّلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِیَادَةࣱۖ وَلَا یَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرࣱ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ"}