وقوله جل وعز ﴿قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ﴾.
أي على يقين وبيان، وهذا جوابٌ لهم، لأنهم عابوا من اتَّبعه، فقال: ﴿أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ﴾ أي فإذا كنتُ على بيِّنةٍ من ربِّي، فمن اتَّبعني فهو بصير، ومغفور له.
* ثم قال جل وعز ﴿وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ﴾.
قال الفراء: يعني الرسالة، لأنها نعمةٌ ورحمةٌ.
* ثم قال جل وعز ﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْكُمْ﴾.
أي لم تفهموها، يُقال: عَمِيتُ عن كذا، وعَمِيَ عليَّ كذا، أي لم أفهمه، والمعنى: فَعَمِيَتْ الرحمةُ.
ويُقرأ ﴿فَعُمِّيَتْ﴾ فقيل هو مِثْلُ: دَخَلَ الخفُّ في رجلي مجازٌ، إلاَّ أن الرحمة هي التي تُعَمَّى، وصاحبُها يَعْمَى.
وقال ابن جُريج: ﴿وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ﴾: الإِسلام والهدى، والحكم والنبوة.
* ثم قال جل وعز ﴿أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾.
أي أنوجبها عليكم وأنتم كارهون لفهمها؟
{"ayah":"قَالَ یَـٰقَوۡمِ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَیِّنَةࣲ مِّن رَّبِّی وَءَاتَىٰنِی رَحۡمَةࣰ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّیَتۡ عَلَیۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَـٰرِهُونَ"}