وقوله جلَّ وعز: ﴿رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً﴾.
رَوَى شعبةُ عن أبي بِشْرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبير قال: الأَوَّابون: الراجعون إلى الخير.
كما في قول الله ﴿إنَّه أوَّابٌ﴾.
قال أبو جعفر: قُرئ على الفِرْيابيُّ عن قتيبةَ قال: حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن أبي هُبَيْرةَ، عن حَنَشِ بنِ عبدالله، عن ابن عباس أنه قال: الأَوَّابُ: الحفيظُ، الذي إذا ذَكَرَ خطاياه استغفر منها.
ورَوَى سفيانُ، عن منصورٍ، عن مجاهد، عن عُبيد بنِ عُمير في قوله تعالى ﴿إنَّهُ كَانَ لَلأَوَّابِينَ غَفُوَراً﴾ قال: هم الذين يذكرون ذنبوبهم في الخلا، ثم يستغفرون الله.
ورَوَى يحيى بن سعيدٍ، عن سعيدِ بنِ المسيِّب ﴿الأَوَّابُ﴾: الذي يُذنب ثم يتوب، ثم يُذنب ثم يتوب، ثم يُذنب ثم يتوب.
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة، والأصلُ في هذا أنه يُقال: آبَ، يئوبُ: إذا رَجَع، فهو آيبٌ، و "أوَّابٌ" على التكثير.
{"ayah":"رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِی نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُوا۟ صَـٰلِحِینَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّ ٰبِینَ غَفُورࣰا"}