ثم قال جل وعز: ﴿وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾.
قال عكرمة: "قال رجلٌ لعبداللهِ بنِ عباس: كيف يكون في الآخرة أعمى؟
فقال له: أخطأت التأويلَ، ألا تَرَى أنه جلَّ وعزَّ عدَّد النِّعم، ثم قال: ﴿وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ﴾ أي من عميَ عن هذه النِّعم التي يراها، وتدلُّه على قدرةِ اللهِ، فهو فيما لم يَرَه ُمن أمرِ الآخرةِ أعمى". وكذلك قال قتادة.
وقال غيره: ومن كان في الدنيا أعمى وقد فَسَحَ الله له في العُمُر، ووعده قَبُولَ التوبة، ودعاه إلى الطاعة فلم يُجب، وعَميَ عن ذلك، فهو في الآخرة ـ إذا كان لا تُقبل منه توبةٌ ولا إنابةٌ ـ أعمى وأضلُّ سبيلاً.
{"ayah":"وَمَن كَانَ فِی هَـٰذِهِۦۤ أَعۡمَىٰ فَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ أَعۡمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِیلࣰا"}