وقوله جلَّ وعزَّ ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِِّ﴾.
في هذا قولان:
أحدهما: أنه نُسِبَ إلى الجنِّ لأنه عمِلَ عملَهم.
والقول الآخر: أنه منهم.
* ثم قال جل وعز: ﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾.
أي فخرج.
وحكى الفَّراءُ: فسَقَتِ الرُّطَبةُ: إذا خرجت من قِشْرها.
وقال رُؤْبَةُ:
يَهْوِينَ في نَجْدٍ وَغَوْراً غَائِراً * فَوَاسِقَاً عَنِ قَصْدهَا جَوَائرَا
وفي هذه الآية سؤال:
يُقال: ما معنى ﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾؟
ففي هذا قولان:
أحدهما: ـ وهو مذهبُ الخليل وسيبويه ـ أن المعنى: أتاه الفسقُ لمَّا أُمِرَ فعصَى، فكانَ سببَ الفسقِ أمرُ ربِّه، كما تقول: أطعمتهُ عن جُوعٍ.
والقولُ الآخرُ:ـ وهو مذهبُ محمد بن قُطْرب ـ أن المعنى: ففسق عن ردِّ أمر ربه.
* ثم قال جلَّ وعزَّ: ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ﴾؟ [آية ٥٠].
أي أعداء.
* ثم قال جلَّ وعز: ﴿بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً﴾.
أي بئس ما استبدلوا من طاعة اللهِ، طاعة إبليسَ.
{"ayah":"وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا"}