قوله جلَّ وعَزَّ: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ﴾.
رَوَى ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال: يقول: لولا دَفْعُ اللهِ بالمؤمنينَ الفجَّارَ، ودَفْعِهِ بِتَقِيَّة أخلاقِ الناسِ بعضَهم ببعضٍ لفسدت الأرضُ بهلاكِ أهلها.
قال أبو جعفر: وهذا الذي عليه أكثر أهل التفسير. أي: لولا أنَّ الله يدفع بمن يُصَلِّي عَن مَنْ لا يُصَلِّي، وبمن يَتَّقِي عن مَنْ لا يتَّقي، لأُهْلِكَ الناسُ بذنوبهم.
وقيل: "لولا أن اللَّهَ أمرَ بحربِ الكُفَّار، لَعَمَّ الكُفْرُ، فأهلك جميعَ الناس".
وذا راجعٌ إلى الأول.
وقيل: لولا أن الله أمر بحرب الكفار، لكان إفسادهم على المسلمين أكثر.
ويُقْرَأُ: ﴿وَلَوْلاْ دِفَاعْ اللَّهِ﴾.
حكى أبو حاتمٍ أن العرب تقول: أحسنَ اللهُ عنكَ الدِّفاعَ والْمُدَافَعَة. مِثْلُ: نَاوَلْتُكَ الشيءَ.
{"ayah":"فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا یَشَاۤءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ"}