وقوله جلَّ وعز ﴿ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ﴾.
قال مجاهد عن ابن عباس: هو تسمينُ البُدْنِ، وتعظيمُها، وتحسينُها.
وقال غيره: ﴿شَعَائِرَ ٱللَّهِ﴾: رميُ الجمار، وما أشبه ذلك من مناسك الحجِّ.
قال أبو جعفر: وهذا لا يمتنعُ، وهو مذهبُ مالكِ بنِ أنس، أنَّ المنفعة بعرفةَ، إلى أن يطلع الفجر من يومِ النحر، وفي المشعر الحرام، إلى أن تطلع الشمس، وفي رمي الجمار، إلى انقضاء أيام منى، وهذه كلُّها شعائر، والمنفعةُ فيها إلى وقتٍ معلوم ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا﴾ كلُّها ﴿إلى البَيْتِ العَتِيقِ﴾ فإذا طَافَ الحاجُّ بعد هذه المشاعر بالبيت العتيق، فقد حلَّ.
وواحد "الشعائر" شعيرة، لأنها أُشعرت أي جُعلت فيها علامةٌ تدلُّ على أنها هدْيٌ.
* ثم قال تعالى: ﴿فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ﴾ أي فإنَّ الفَعْلة.
{"ayah":"ذَ ٰلِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ"}