الباحث القرآني

وقوله جلَّ وعزَّ: ﴿ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ﴾. رَوَى عليُّ بن الحَكَم عن الضحَّاك قال: هو النبيُّ ﷺ ومن خرجَ معهُ من مكَّة. * ثم قال جلَّ وعزَّ: ﴿إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ﴾. هذا عند "سيبويْه" استثناءٌ ليس من الأول. وقال غيرهُ: المعنى إلاَّ بأن يقولوا ربُّنا اللهُ على البدل. * ثم قال جلَّ وعزَّ: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً﴾. حدَّثنا سعيدُ بن موسى بـ "قَرْقِيسْيَاءَ" قال: حدثنا مَخْلدُ بنُ مالكٍ، عن محمد بن سَلَمة، عن خُصَيف قال: أمَّا "الصَّوَامِعُ" فصوامعُ الرُّهبان. وأمَّا "البِيَعُ" فكنائس النَّصارى. وأمَّا "الصَّلَواتُ" فكنائس اليهود. وأمَّا "المساجدْ" فمساجد المسلمين. قال أبو جعفر: والمعنى على هذا: لولا أنَّ الله جلَّ وعزَّ يدفع بعض النَّاس ببعض، لهُدِّم في وقتِ كلِّ نبيّ، المصلَّياتُ التي يُصلَّى فيها. وقيل ﴿يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً﴾ راجعٌ الى المساجد خاصة، هذا قولُ قتادة. فأمَّا قوله ﴿وَصَلَواتٌ﴾ والصَّلوات لا تُهدم ففيه ثلاثة أقوال: قال الحسن: "هدمُها": تركُها. قال الأخفش: هو على إضمار أي وتُركتْ صَلَواتٌ. وقال أبو حاتم: هو إن شاءَ اللهُ بمعنى: موضِعُ صلوتٍ. ورُوي عن "عاصم الجَحْدريّ" أنه قرأ ﴿وصُلُوبٌ﴾ بالباء المعجمة من تحت. ورُوي عنه أنه قرأ ﴿وصُلُوْتٌ﴾ بضم الصَّادِ والتَّاءِ، معجمةً بنقطتين، وقال: هي للنَّصارى. ورُوي عن الضحَّاك انه قَرَأ ﴿وصلُوثٌ﴾ بالثاء معجمة، ولا أدري أفَتَحَ الصَّادَ أم ضَمَّها؟ إلاَّ أن الحسن قال ﴿وصَلَواتٌ﴾ هي كنائس اليهود، وهي بالعبرانية صَلُوثَا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب