وقولُه جلَّ وعز: ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى﴾.
قال أبو عبيدة: أي بعضُها في إِثْرِ بعض.
قال أبو جعفر: وهذا قولُ أكثر أهل اللغة، إلاَّ الأصمعي فإنه قال: ﴿تَتْرَى﴾ مِنْ وَاتَرْتُ عليهِ الكُتُبَ، أي بينها مُهْلة.
و "تَتْرى" الأصلُ فيه من الوَتْرِ، وهو الفردُ، فمن قال ﴿تَتْرَىً﴾ بالتنوين، فالأصلُ عنده "وِتْرَاً" ثم أبدل من الواو تاءً كما يُقال: "تاللهِ" بمعنى: وَاللهِ.
ومن قرأ ﴿تَتْرى﴾ بلا تنوين، فالمعنى عنده كهذا: إلاَّ أنه جعلها ألف تأنيث.
ويُقال: تِتْرٌ كما يُقال: وِتْرٌ.
والمعنى: أرسلناهم فَرْدَاً، فَرْداً، إلاَّ أنه قد رَوَى عليُّ بن أبي طَلْحةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى﴾ قال يقول: يتبعُ بعضُها بعضاً.
وقولُه جلَّ وعزَّ: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾.
قال أبو عبيدة: أي مثَّلْنَا بهم، ولا يُقال فِي الخير جعلتُه حديثاً.
{"ayah":"ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَاۤءَ أُمَّةࣰ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضࣰا وَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَۚ فَبُعۡدࣰا لِّقَوۡمࣲ لَّا یُؤۡمِنُونَ"}