وقولُه جلَّ وعزَّ: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ﴾.
أي خَلَطَهما وخلاَّهما، فهما مختلطان في مرآة العين، وبينهما حاجزٌ من قدرةِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي الحديث (مَرِجَتْ أماناتُهمْ) أي اختلطت.
ويُقال: مَرَجَ السُّلطانُ النَّاسَ أي خلاَّهم، وأمرجتُ الدابَّةَ، ومرجتُها: أي خلَّيْتُها لترعى.
* ثم قال تعالى: ﴿هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ﴾.
أي شديد العذوبة.
﴿وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾.
رَوَى معمرٌ عن قتادة قال: الأُجَاجُ: المُرُّ.
قال أبو جعفر: والمعروفُ عند أهل اللغة أن الأُجَاجَ: الشَّديدُ الملوحةِ، ويُقال: ماءٌ مِلْحٌ، ولا يُقال: مَالحٌ.
ورُوِي عن طلحة أنه قرأ ﴿وَهَذَا مَلِحٌ أُجَاجٌ﴾ بفتح الميم، وكسر اللاَّمِ.
* ثم قال جلَّ وعزَّ: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً﴾.
﴿بَرْزَخاً﴾ أي حاجزاً
﴿وَحِجْراً مَّحْجُوراً﴾ أي مانعاً.
{"ayah":"۞ وَهُوَ ٱلَّذِی مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ هَـٰذَا عَذۡبࣱ فُرَاتࣱ وَهَـٰذَا مِلۡحٌ أُجَاجࣱ وَجَعَلَ بَیۡنَهُمَا بَرۡزَخࣰا وَحِجۡرࣰا مَّحۡجُورࣰا"}