قوله جلَّ وعز ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾.
قال عبدالله بن مسعود: "حَقَّ تُقَاتِهِ": "أن يُشكر فلا يُكفر، وأن يُطَاعَ فلا يُعْصَى، وأن يُذْكَر فلا يُنْسَى".
ورُوي هذا عن النبي ﷺ.
وقال قتادة: نَسَخ هذه الآية قولُه تعالى ﴿فَاتَّقُوا الله مَا استْطَعْتُمْ﴾.
قال أبو جعفر: لا يجوز أن يقع في هذا ناسخٌ ولا منسوخٌ، لأن الله تعالى لا يُكلِّف النَّاس إلاَّ ما يستطيعون.
وقولُه ﴿فَاتَّقُوا الله مَا استْطَعْتُمْ﴾ مبيِّنٌ لقوله ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾، وهو ما فسَّره ابن مسعود، أن يَذكرَ اللَّهَ عندما يَجب عليه فلا ينساه.
وقوله عز وجل: ﴿وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾.
المعنى: كونوا على الإِسلام حتى يأتيكم الموتُ وأنتم مسلمون، لأنه قد عُلِم أنه لا ينهاهم عمَّا لا يملكون.
وحَكَى سيبويه: لا أَرَيَنَّك ها هنا، فهو لم يَنْهَ نفسه، وإنما المعنى: لا تكن ها هنا فإنه من يكن ها هنا أَرَهُ.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ"}