قوله عز وجل ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾.
رَوَى الزُّهريُّ عن سالم عن أبيه قال: "رأيتُ رسول الله ﷺ في الركعة الثانية من الفجر، يدعو على قومٍ من المنافقين فأنزل الله عز وجل ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ﴾ الى آخر الآية.
وقال أنس بنُ مالك: "كُسِرتْ رَبَاعيةُ النبي ﷺ يوم أحد، فأخذ الدَّمَ بيده وجعل يقول: كيف يُفلح قومٌ فعلوا هذا بنبيهم؟ فأنزل الله عز وجل ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾.
وقيل: استأذن في أن يدعو باستئصالهم، فنـزل هذا، لأنه عُلِمَ أن منهم من سَيُسْلِمُ، وأكَّدَ ذلك الآية بعدها.
فمن قال أنه معطوفٌ بـ "أَوْ" على قوله تعالى ﴿لِيَقْطَعَ طَرَفَاً﴾ فالمعنى عنده: ليقتل طائفةً منهم، أو يُخْزِيَهُم بالهزيمة، أو يتوب عليهم، أو يُعذبهم.
وقد تكون "أوْ" ها هنا بمعنى "حتَّى" و "إلاَّ أَنْ" والأوَّلُ أولى، لأنه لا أمر إلى أحدٍ من الخلق، قال امرؤ القيس:
فَقُلْتُ لَهُ لاَ تَبْكِ عَيْنُكَ إنَّمَا * نُحَاوِلُ مُلْكَاً أَوْ نَمُوتَ فَنُعْذَرَا
{"ayah":"لَیۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءٌ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ أَوۡ یُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَـٰلِمُونَ"}