قوله عز وجل ﴿لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ﴾.
رُوي عن مروان أنه وجَّه إلى ابن عباس يقول: أكلُّ من فرح بما أتى، وأحبَّ أن يُحمد بما لم يفعل يُعَذَّبُ؟.
فقال ابن عباس: هذا في اليهود، لأن النبي ﷺ سألهم عن شيء، فلم يُخبروه به وأخبروه بغيره [وأحبوا أن] يحمدوا بذلك، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم النبي ﷺ، فأنزل اللَّهُ عز وجل ﴿لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ﴾ الآية.
ورَوَى سعيد بن جبير أنه قرأ "لاَ تَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا" قال: اليهودُ، فرحوا بما أوتي آلُ إبراهيم من الكتابِ والحكمِ، والنبوة.
ثم قال سعيدُ بنُ جُبَير ﴿وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ﴾ هو قولُهم: نحنُ على دين إبراهيم.
ثم قال عز وجل ﴿فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ﴾.
أي بمنجاةٍ ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي مؤلم.
{"ayah":"لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ یَفۡرَحُونَ بِمَاۤ أَتَوا۟ وَّیُحِبُّونَ أَن یُحۡمَدُوا۟ بِمَا لَمۡ یَفۡعَلُوا۟ فَلَا تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةࣲ مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ"}