وقولُه جلَّ وعز: ﴿خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾.
يجوز أن تكون ﴿تَرَوْنَهَا﴾ بمعنى ترونها بغير عمد.
ويجوز أن تكون نعتاً، على قولِ مَنْ قال: هيَ بعَمَدٍ ولكنْ لا يَرَوْنَها.
قال أبو جعفر: والقولان يرجعانِ إلى معنى واحد، لأن من قال إنها بعَمَدٍ، إنَّما يريد بالعَمَد قدرةَ اللهِ جلَّ وعزَّ، التي يُمسك بها السَّمَواتِ والأرض.
* ثم قال جلَّ وعزَّ: ﴿وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾.
أي جبالاً ثابتة، وقد رَسَا: أي ثَبتَ.
﴿أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ أي كراهةَ أنْ تميدَ بكم.
يقال: مادَ يَمِيد، إذا اشتَدَّتْ حركتهُ.
{"ayah":"خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ بِغَیۡرِ عَمَدࣲ تَرَوۡنَهَاۖ وَأَلۡقَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰسِیَ أَن تَمِیدَ بِكُمۡ وَبَثَّ فِیهَا مِن كُلِّ دَاۤبَّةࣲۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ زَوۡجࣲ كَرِیمٍ"}