ثم قال جلَّ وعز: ﴿فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ﴾.
أي فأعرضوا عن أمرِ اللهِ جلَّ وعز وشكرِه، فأرسلنا عليهم سيل العَرِمِ.
قال عطاء: العَرِمُ: اسمُ الوادي.
وقيل: هو الجُرَذُ الَّذِي أُرسِلَ عليهم.
رَوَى عليُّ بنُ أبي طَلْحةَ عن ابنِ عباس (العَرِمُ): الشَّديدُ.
وقيل: هو المطرُ العَرِمُ أي الشديد.
وقال قتادة: أرسل اللهِ عليهم جُرَذاً، فهدم عَرِمَهم، يريدُ بالعَرِمِ: السِّكْرَ، قال: فغرَّق جنَّاتِهم، وخرَّبَ أرضَهم عقوبةً لهم.
وهذا أعرف ما قيل في معنى ﴿العَرِم﴾.
يُقال: للسِّكْرِ: عَرْمَةٌ، وجمعه عَرِمٌ، سُمِّي بذلك لشدَّته، ومن قيل: فلان عَارِم، قال الشاعر:
* "إذْ يَبْنُونَ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ العَرِمَا" *
* وقوله جل وعز: ﴿وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ﴾.
الأُكْلُ: الثَّمَرُ.
قال أبو مالك ومجاهد وقتادة والضحاك: الخَمْطُ: الأَرَاك، وكذا قال الخليل.
قال أبو عُبيدة: الخَمْطُ: كلُّ شجرةٍ فيها مَرَارةٌ، ذاتُ شوكٍ.
وقال القتبيُّ في أدب الكاتب: يُقال للحامضة خَمْطَةٌ، ويُقال: الخَمْطةُ التي أخذت شيئاً من الريح، وأنشد:
عُقَارٌ كمَاءِ النِّيءِ لَيْسَتْ بِخَمْطَةٍ * وَلاَ خَلَّةٍ يَكْوِي الشُّرُوبَ شِهَابُها
{"ayah":"فَأَعۡرَضُوا۟ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمۡ سَیۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَـٰهُم بِجَنَّتَیۡهِمۡ جَنَّتَیۡنِ ذَوَاتَیۡ أُكُلٍ خَمۡطࣲ وَأَثۡلࣲ وَشَیۡءࣲ مِّن سِدۡرࣲ قَلِیلࣲ"}