وقوله جل وعز: ﴿هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾.
يجوز أن يكون المعنى: هذا حميمٌ وغسَّاقٌ، فلْيذُوقوه.
ويجوز أن يكون المعنى: هذا فلْيذوقوه، منه حميم، ومنه
غسَّاقٌ، كما قال الشاعر:
لهَا مَتَاعٌ وأَعْوَانٌ غَدَوْنَ لَهَا * قِتْبٌ، وَغَرْبٌ إِذَا مَا أُفْرِغَ انْسَحَقَا
قال قتادة: كنا نُحَدَّثُ أن الغَسَّاق: ما يسيلُ من بين
الجلدِ، واللحم.
قال الفراء:- وهو مذهب الضحاك - قيل: الغسَّاقُ شيءٌ
باردٌ، يُحرق. كما يُحْرِقُ الحميمُ.
قال أبو جعفر: قولُ قتادة أولى، لأنه يُقال: غَسَقَتْ عينُهُ:
إذَا سالتْ.
وقال ابن زيد: الحميمُ: دموعُ أعينهم، يُجْمعُ في حياضِ
النَّارِ، يُسْقَوْنَه.
والغسَّاقُ: الصَّديدُ الذي يخرجُ من جلودهم.
والاختيار على ذلك ﴿غَسَّاقٌ﴾ حتَّى يكون مثل سَيَّال.
{"ayah":"هَـٰذَا فَلۡیَذُوقُوهُ حَمِیمࣱ وَغَسَّاقࣱ"}