وقوله عز وجل: ﴿وَآتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾.
قيل: يُعْنَى بِهِ الأزواجُ.
ويُرْوَى أن الوَليَّ كان يأخذُ الصَّدُقَةَ لنفسِهِ، فأمر اللهُ عزَّ وجلَّ أن يُدفع إلى النساء، هذا قول أبي صالح.
وقال أبو العباس: معنى ﴿نِحْلَةً﴾ أنه كان يجوز أنْ لا يُعْطَيْنَ من ذلك شيئاً، فَنَحَلَهُنَّ اللهُ عزَّ وَجَلَّ إيَّاهُ.
وقيل: معنى (نِحْلَةً) دِينَاً، من قولهم: فلانٌ يَنْتَحِلُ كذا، أي تَعَبُّدَاً من اللهِ جل وعز.
وقيل: فَرْضَاً، والمعنى واحدٌ، لأن الفرضَ مُتَعَبَّدٌ بِهِ.
وقيل: لا يكون (نِحْلَةً) إلاَّ ما طابتْ به النَّفْسُ، فأمَّا ما أُكْرِهَ عليه فلا يكون (نِحْلَةً).
وقوله عز وجل: ﴿فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً﴾.
يعني: الصَّدَاق.
أي لا كَدَرَ فيه.
يُقالُ: أَمْرَأَنِي الشَّيْءُ: بالأَلِفِ، فإذا قلتَ: هَنَأَني ومَرَأَنِي ـ هذا مذهب [أكثر] أهل اللغة ـ قالوا لِلإِتْبَاعِ.
وأما أبو العباس فقال: لا يُقال في الخير إلا أَمْرَأَني، ليُفَرَّق بينه وبين الدعاء.
والمروءةُ من هذا، لأن صاحبها يَتَجَشَّمُ أموراً يَسْتمرىءُ عاقبَتَها.
{"ayah":"وَءَاتُوا۟ ٱلنِّسَاۤءَ صَدُقَـٰتِهِنَّ نِحۡلَةࣰۚ فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَیۡءࣲ مِّنۡهُ نَفۡسࣰا فَكُلُوهُ هَنِیۤـࣰٔا مَّرِیۤـࣰٔا"}