ثم قال جل وعز: ﴿وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إلاَّ قَلِيْلاً﴾.
ويجوز أن يكون المعنى: فلا يؤمنون إلا إيماناً قليلاً لا يستحقون اسم الإِيمان.
ويجوز أن يكون المعنى: فلا يؤمنون إلاَّ قليلا منهم.
وقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَآ﴾.
رُويَ عن أُبَيِّ بن كعب أنه قال: من قبل أن نُضِلَّكُمْ إضْلالاً لا تهتدون بعده.
يذهب إلى أنه تمثيلٌ، وأنه إن لم يؤمنوا فُعِلَ هذا بهم عقوبةً.
وقال مجاهد: في الضلالة.
وقال قتادة: معناهُ من قبل أن نجعل الوجوهَ أقفاءً.
ومعنى ﴿مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً﴾ عند أهل اللغة: نَذْهَبُ بالأُنُفِ، والشِّفَاهِ، والأَعْيُنِ، والحَوَاجِبِ ﴿فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَآ﴾ نجعلها أقفاءً.
فإن قيل: فَلِمَ [لم] يفعل بهم هذا؟
ففي هذا جوابان.
أحدهما: أنه إنما خوطب بهذا رؤساؤهم، وهم ممن آمن. روي هذا القول عن ابن عباس.
والقولُ الآخر: أنهم حُذِّرُوْا أن يُفعل [هذا] بهم في القيامة.
وقال محمد بن جرير: ولم يكن هذا، لأنه قد آمن منهم جماعة.
* ثم قال جَلَّ وَعَزَّ: ﴿أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّآ أَصْحَابَ ٱلسَّبْتِ﴾.
قال قتادة: أو نمسخهم قردةً وخنازير.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ ءَامِنُوا۟ بِمَا نَزَّلۡنَا مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبۡلِ أَن نَّطۡمِسَ وُجُوهࣰا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰۤ أَدۡبَارِهَاۤ أَوۡ نَلۡعَنَهُمۡ كَمَا لَعَنَّاۤ أَصۡحَـٰبَ ٱلسَّبۡتِۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولًا"}