وقوله جل وعز ﴿وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ﴾.
من الصِّدق، و "فِعِّيلٌ" في كلام العرب للتكثير، كما يُقال: سِكِّيت.
وقال جل وعز ﴿وصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وكُتُبِه﴾.
ومن هذا قيل لأبي بكر رضي الله عنه: صِدِّيق.
ويُروى أنه إنما قيل له: صِدِّيق، لأنه لما أُخبر أن النبي ﷺ أُسْرِي به إلى بيت المقدس، فقال: إن كان قال فقد صَدَق.
وقولُه جل وعز ﴿كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ﴾.
في معناه قولان:
أحدهما: كناية عن إيتان الحاجة، كما يكنى عن الجماع بالغشيان وما أشبهه.
وقيل: كانا يتغذيان كما يتغذى سائر الناس، فكيف يكون إلهاً من لا يعيش إلا بأكل الطعام؟
* ثم قال جل وعز ذِكْره ﴿ٱنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلآيَاتِ ثُمَّ ٱنْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾.
أي: قد بيَّنَّا لهم العلامات، وأوضحنا الأمر، فمن أين يصرفون؟
يُقال: أَفَكَهُ، يَأْفِكُه: إذا صَرَفه.
{"ayah":"مَّا ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ مَرۡیَمَ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّیقَةࣱۖ كَانَا یَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَۗ ٱنظُرۡ كَیۡفَ نُبَیِّنُ لَهُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ ثُمَّ ٱنظُرۡ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ"}