وقوله جلّ وعزّ: ﴿جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً﴾.
البغتة: الفجاءة.
يقال: بَغَتَهم الأمرُ يَبْغَتُهم بَغْتاً وبَغْتَةً.
* ثم قال جلّ وعزّ: ﴿قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا﴾.
الفائدةُ في نداء الحسرة وما كان مثلها ممَّا لا يُجيبُ أنّ العرب إذا أرادت تعظيم الشيءِ، والتنبيهَ عليه، نادته، ومنه قولهم: يَا عَجَبَاه.
قال سيبويه: إذا قلتَ: يا عَجَبَاه فمعناه أُحْضُرْ وتَعالَ يا عجبُ، فإنّ هذا أزمانك، فهذا أبلغ من قولك: تعجَّبتُ، ومنه قولُ الشاعر:
* فيا عَجَبَاً مِنْ رَحْلِها المُتَحَمِّلِ *
وقوله جلّ وعز: ﴿وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ﴾.
واحد الأوزار: وِزْرٌ، والفعل منه وَزَرَ يَزِرُ، يراد به الإِثم، وهو تمثيلٌ، وأصله الوَزَرُ، وهو الجَبَل.
ومنه الحديث في النساء اللواتي خرجنَ في جنازة، فقال لهنّ: "ارْجعْنَ مَوْزوراتٍ غير مأجورات".
قال أبو عبيد: والعامة تقول: "مأزوراتٍ" كأنه لا وجه له عنده؛ لأنه من الوزر، ومنه قيل: وزيرٌ، كأنه يحمل الثقل عن صاحبه.
{"ayah":"قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِلِقَاۤءِ ٱللَّهِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةࣰ قَالُوا۟ یَـٰحَسۡرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطۡنَا فِیهَا وَهُمۡ یَحۡمِلُونَ أَوۡزَارَهُمۡ عَلَىٰ ظُهُورِهِمۡۚ أَلَا سَاۤءَ مَا یَزِرُونَ"}