ثم قال جلَّ وعزَّ ﴿وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً﴾.
روى عطيةُ عن ابن عمر أنه قال: المكاءُ: الصفيرُ، والتَّصْديةُ: التصفيق.
قال ابن شهاب: يستهزءون بالمؤمنين.
ورَوَى ابنُ أبي جريجٍ وابنُ أبي نجيح أنه قال: المكاءُ: إدخالهم أصابعهم في أفواههم، والتصديةُ: الصَّفيرُ، يريدون أن يشغلوا بذلك محمداً ﷺ عن الصلاة.
قال أبو جعفر: والمعروفُ في اللُّغةِ ما رُوي عن ابن عمر.
حكى أبو عبيد وغيره أنه يُقال: مَكَا، يَمْكُو، ومُكَاءً: إذا صَفَر، وصدَّى يُصدِّي تَصْدِيةً: إذا صَفَّق.
قال أبو جعفر: ويبعد قولُ ابن زيد التصديةُ: صدُّهم عن دين الله، لأنَّ الفعل من هذا صددتُ إلاَّ أن تُقلب إحدى دالَيْهِ ياءً مِثْلَ: تظنَّيتُ من ظَنَنْتُ، وكذا ما روي عن سعيد بن جبير: التصديةُ: صدُّهم عن بيت الله.
{"ayah":"وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَیۡتِ إِلَّا مُكَاۤءࣰ وَتَصۡدِیَةࣰۚ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ"}