ثم قال جل وعز ﴿ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ﴾.
يُقال: قد عُلِمَ أن القول بالفم، فما الفائدة في قوله ﴿بِأَفْوَاهِهِمْ﴾؟
والجواب عن هذا: أنه لا بيان عندهم، ولا برهان لهم، لأنهم يقولون: اتَّخَذَ الله صاحِبَةً، ويقولون: له ولدٌ، وقولُهم بلا حجَّةٍ.
* ثم قال جلَّ وعز ﴿يُضَاهُونَ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ﴾.
أي يشابهون ويقتفون ما قالوا.
ويُقرأ ﴿يُضَاهِئونَ﴾ والمعنى واحدٌ، يقال: امرأةٌ ضَهْيَا، مقصورٌ، وضَهْيَاءُ: ممدودٌ غير مصروف إذا كانت لا تحيض.
ويُقال: هي التي لا ثدي لها.
والمعنى أنها قد أشبهت الرجال في هذه الخصلة، فمن جعل الهمزة أصلاً، قال ﴿يُضَاهِئُونَ﴾ ومن جعلها زائدة - وهو أجودُ - قال ﴿يُضَاهُونَ﴾.
* ثم قال تعالى: ﴿قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾.
فخوطبوا بما يعرفون، أي يجبُ أن يقال لهم هذا.
ثم قال ﴿أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾؟ أي من أن يُصرفون عن الحق بعد البيان؟
{"ayah":"وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ عُزَیۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَ ٰلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَ ٰهِهِمۡۖ یُضَـٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَبۡلُۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ"}