الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إيمانَكُمْ﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ - في رِوايَةِ الكَلْبِيِّ -: كانَ رِجالٌ مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ المُسْلِمِينَ قَدْ ماتُوا عَلى القِبْلَةِ الأُولى، مِنهم أسْعَدُ بْنُ زُرارَةَ، وأبُو أُمامَةَ أحَدُ بَنِي النَّجّارِ، والبَراءُ بْنُ مَعْرُورٍ أحَدُ بَنِي سَلِمَةَ، في أُناسٍ آخَرِينَ جاءَتْ عَشائِرُهم، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، تُوُفِّيَ إخْوانُنا وهم يُصَلُّونَ إلى القِبْلَةِ الأُولى، وقَدْ صَرَفَكَ اللَّهُ تَعالى إلى قِبْلَةِ إبْراهِيمَ، فَكَيْفَ بِإخْوانِنا ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إيمانَكُمْ﴾ . ثُمَّ قالَ: ﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّماءِ﴾ . وذَلِكَ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: ”ودِدْتُ أنَّ اللَّهَ تَعالى صَرَفَنِي عَنْ قِبْلَةِ اليَهُودِ إلى غَيْرِها“ . وكانَ يُرِيدُ الكَعْبَةَ؛ لِأنَّها قِبْلَةُ إبْراهِيمَ، فَقالَ لَهُ جِبْرِيلُ: إنَّما أنا عَبْدٌ مِثْلُكَ لا أمْلِكُ شَيْئًا، فَسَلْ رَبَّكَ أنْ يُحَوِّلَكَ عَنْها إلى قِبْلَةِ إبْراهِيمَ. ثُمَّ ارْتَفَعَ جِبْرِيلُ، وجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُدِيمُ النَّظَرَ إلى السَّماءِ رَجاءَ أنْ يَأْتِيَهُ جِبْرِيلُ بِما سَألَهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّماءِ﴾ . أخْبَرَنا أبُو مَنصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَنصُورِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الحافِظُ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الوَهّابِ بْنُ عِيسى، قالَ: حَدَّثَنا أبُو هِشامٍ الرِّفاعِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ عَيّاشٍ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو إسْحاقَ، عَنِ البَراءِ قالَ: صَلَّيْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بَعْدَ قُدُومِهِ المَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ هَوى نَبِيِّهِ ﷺ، فَنَزَلَتْ: ﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها﴾ . رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي الأحْوَصِ. ورَواهُ البُخارِيُّ عَنْ أبِي نُعَيْمٍ، عَنْ زُهَيْرٍ، كِلاهُما عَنْ أبِي إسْحاقَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب