قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنتُمْ سُكارى﴾ نَزَلَتْ في أُناسٍ مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كانُوا يَشْرَبُونَ الخَمْرَ ويَحْضُرُونَ الصَّلاةَ وهم سُكارى، فَلا يَدْرُونَ كَمْ يُصَلُّونَ ولا ما يَقُولُونَ في صَلاتِهِمْ.
أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ الأصْفَهانِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو الشَّيْخِ الحافِظُ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا سَهْلُ بْنُ عُثْمانَ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأفْرِيقِيُّ قالَ: حَدَّثَنا عَطاءٌ، عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: صَنَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ طَعامًا، ودَعا أُناسًا مِن أصْحابِ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَطَعِمُوا وشَرِبُوا، وحَضَرَتْ صَلاةُ المَغْرِبِ، فَتَقَدَّمَ بَعْضُ القَوْمِ فَصَلّى بِهِمُ المَغْرِبَ، فَقَرَأ: ﴿قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ﴾ . فَلَمْ يُقِمْها، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنتُمْ سُكارى حَتّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ﴾ .
أخْبَرَنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أبِي إسْحاقَ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، قالَ: حَدَّثَنا إبْراهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ يَحْيى، قالَ: قَرَأْتُ عَلى مالِكِ بْنِ أنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسِمِ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ أنَّها قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في بَعْضِ أسْفارِهِ، حَتّى إذا كُنّا بِالبَيْداءِ - أوْ بِذاتِ الجَيْشِ - انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأقامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى التِماسِهِ، وأقامَ النّاسُ مَعَهُ، ولَيْسُوا عَلى ماءٍ ولَيْسَ مَعَهم ماءٌ، فَأتى النّاسُ إلى أبِي بَكْرٍ فَقالُوا: ألا تَرى ما صَنَعَتْ عائِشَةُ ؟ أقامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وبِالنّاسِ مَعَهُ ولَيْسُوا عَلى ماءٍ ولَيْسَ مَعَهم ماءٌ. فَجاءَ أبُو بَكْرٍ ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ واضِعٌ رَأْسَهُ عَلى فَخِذِي قَدْ نامَ، فَقالَ: أحَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ والنّاسَ مَعَهُ، ولَيْسُوا عَلى ماءٍ ولَيْسَ مَعَهم ماءٌ ؟ قالَتْ: فَعاتَبَنِي أبُو بَكْرٍ، وقالَ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَقُولَ، وجَعَلَ يَطْعَنُ بِيَدِهِ في خاصِرَتِي، فَلا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إلّا مَكانُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلى فَخِذِي، فَنامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتّى أصْبَحَ عَلى غَيْرِ ماءٍ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى آيَةَ التَّيَمُّمِ، فَتَيَمَّمُوا. فَقالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ - وهو أحَدُ النُّقَباءِ -: ما هي بِأوَّلِ بَرَكَتِكم يا آلَ أبِي بَكْرٍ. قالَتْ عائِشَةُ: فَبَعَثْنا البَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْنا العِقْدَ تَحْتَهُ.
رَواهُ البُخارِيُّ عَنْ إسْماعِيلَ بْنِ أبِي أُوَيْسٍ، ورَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيى بْنِ يَحْيى، كِلاهُما عَنْ مالِكٍ.
أخْبَرَنا أبُو مُحَمَّدٍ الفارِسِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الفَضْلِ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الحافِظُ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ إبْراهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا أبِي، عَنْ صالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ قالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنْ عَمّارِ بْنِ ياسِرٍ قالَ: عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِذاتِ الجَيْشِ، ومَعَهُ عائِشَةُ زَوْجَتُهُ، فانْقَطَعَ عِقْدٌ لَها مِن جَزْعِ ظَفارِ، فَحُبِسَ النّاسُ ابْتِغاءَ عِقْدِها ذَلِكَ حَتّى أضاءَ الفَجْرُ، ولَيْسَ مَعَهم ماءٌ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْها أبُو بَكْرٍ وقالَ: حَبَسْتِ النّاسَ عَلى غَيْرِ ماءٍ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى عَلى رَسُولِهِ ﷺ رُخْصَةَ التَّطَهُّرِ بِالصَّعِيدِ الطَّيِّبِ، فَقامَ المُسْلِمُونَ فَضَرَبُوا بِأيْدِيهِمُ الأرْضَ، ثُمَّ رَفَعُوا أيْدِيَهم فَلَمْ يَقْبِضُوا مِنَ التُّرابِ شَيْئًا، فَمَسَحُوا بِها وُجُوهَهم وأيْدِيَهم إلى المَناكِبِ، ومِن بُطُونِ أيْدِيهِمْ إلى الآباطِ. قالَ الزُّهْرِيُّ: وبَلَغَنا أنَّ أبا بَكْرٍ قالَ لِعائِشَةَ: واللَّهِ إنَّكِ ما عَلِمْتُ لَمُبارَكَةٌ.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُوا۟ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِی سَبِیلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُوا۟ۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰۤ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَاۤءَ أَحَدࣱ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَاۤىِٕطِ أَوۡ لَـٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَاۤءَ فَلَمۡ تَجِدُوا۟ مَاۤءࣰ فَتَیَمَّمُوا۟ صَعِیدࣰا طَیِّبࣰا فَٱمۡسَحُوا۟ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَیۡدِیكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا"}