الباحث القرآني

أخْبَرَنا أبُو عُثْمانَ بْنُ أبِي عَمْرٍو المُؤَذِّنُ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ حَمْدانَ، قالَ: أخْبَرَنا الحُسَيْنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سُفْيانَ، قالَ: حَدَّثَنا إسْحاقُ بْنُ مَنصُورٍ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو عاصِمٍ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ سَعْدٍ قالَ: أخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ رَجُلًا أتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: إنِّي إذا أكَلْتُ هَذا اللَّحْمَ انْتَشَرْتُ إلى النِّساءِ، وإنِّي حَرَّمْتُ عَلَيَّ اللَّحْمَ. فَنَزَلَتْ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ . ونَزَلَتْ: ﴿وكُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّبًا﴾ . وقالَ المُفَسِّرُونَ: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا فَذَكَّرَ النّاسَ، ووَصَفَ القِيامَةَ، ولَمْ يَزِدْهم إلّا التَّخْوِيفَ، فَرَقَّ النّاسُ وبَكَوْا، فاجْتَمَعَ عَشَرَةٌ مِنَ الصَّحابَةِ في بَيْتِ عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ الجُمَحِيِّ، وهم أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وعَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وأبُو ذَرٍّ الغِفارِيُّ، وسالِمٌ مَوْلى أبِي حُذَيْفَةَ، والمِقْدادُ بْنُ الأسْوَدِ، وسَلْمانُ الفارِسِيُّ، ومَعْقِلُ بْنُ مُقَرِّنٍ. واتَّفَقُوا عَلى أنْ يَصُومُوا النَّهارَ ويَقُومُوا اللَّيْلَ، ولا يَنامُوا عَلى الفُرُشِ، ولا يَأْكُلُوا اللَّحْمَ ولا الوَدَكَ ولا يَقْرَبُوا النِّساءَ والطِّيبَ، ويَلْبَسُوا المُسُوحَ ويَرْفُضُوا الدُّنْيا، ويَسِيحُوا في الأرْضِ، ويَتَرَهَّبُوا، ويَجُبُّوا المَذاكِيرَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَجَمَعَهم فَقالَ لَهم: ”ألَمْ أُنَبَّأْ أنَّكُمُ اتَّفَقْتُمْ عَلى كَذا وكَذا ؟“ . فَقالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ، وما أرَدْنا إلّا الخَيْرَ. فَقالَ: ”إنِّي لَمْ أُومَرْ بِذَلِكَ، إنَّ لِأنْفُسِكم عَلَيْكم حَقًّا، فَصُومُوا وأفْطِرُوا، وقُومُوا ونامُوا؛ فَإنِّي أقُومُ وأنامُ، وأصُومُ وأُفْطِرُ، وآكُلُ اللَّحْمَ والدَّسَمَ، ومَن رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي“ . ثُمَّ خَرَجَ إلى النّاسِ وخَطَبَهم، فَقالَ: ”ما بالُ أقْوامٍ حَرَّمُوا النِّساءَ والطَّعامَ، والطِّيبَ والنَّوْمَ، وشَهَواتِ الدُّنْيا ؟ أما إنِّي لَسْتُ آمُرُكم أنْ تَكُونُوا قِسِّيسِينَ ولا رُهْبانًا؛ فَإنَّهُ لَيْسَ في دِينِي تَرْكُ اللَّحْمِ والنِّساءِ، ولا اتِّخاذُ الصَّوامِعِ، وإنَّ سِياحَةَ أُمَّتِي الصَّوْمُ، ورَهْبانِيَّتَهُمُ الجِهادُ، واعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وحُجُّوا واعْتَمِرُوا، وأقِيمُوا الصَّلاةَ، وآتُوا الزَّكاةَ، وصُومُوا رَمَضانَ، فَإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكم بِالتَّشْدِيدِ، شَدَّدُوا عَلى أنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَأُولَئِكَ بَقاياهم في الدِّياراتِ والصَّوامِعِ“ . فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِأيْمانِنا الَّتِي حَلَفْنا عَلَيْها ؟ وكانُوا حَلَفُوا عَلى ما عَلَيْهِ اتَّفَقُوا، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في أيْمانِكُمْ﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب