قوله: ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)﴾ قال ابن عباس (في رواية عطاء [[ورد معنى قوله من طريق عطاء في: "الدر المنثور" 8/ 601، وعزاه إلى عبد الرزاق، ولم أجده عنده، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وفي: "جامع البيان" 30/ 275 وردت روايته من طريق سعيد بن جبير، كما ورد قول ابن عباس من ذكر الطريق في: "النكت والعيون" 6/ 324، و"المحرر الوجيز" 5/ 514، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 579.]]، والكلبي [[المرجع السابق: عدا الدر.]]) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]] هي التي تغير على العدو عند الصباح.
وقال مقاتل: هي الخيل تضبح بالغارة [["تفسير مقاتل" 248 ب.]]. وهذا قول جماعة المفسرين [[وقد حكاه عن أكثر المفسرين الثعلبي في: "الكشف والبيان" 13/ 139 أ، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/ 517، وابن عطية: "المحرر الوجيز" 5/ 514، وابن الجوزي في "زاد المسير" 8/ 296.
وقال قتادة، ومجاهد: "تفسير القرآن العظيم" 4/ 579.]].
وإنما [[في (أ): (وإن ما).]] خص الصبح بالإغارة عنده، لأن عَادة العرب كانت في إغارتهم أن يغيروا عند الصَباح، وذلك أغفل مَا يكون الناس؛ يقولون: صبحنا بني فلان [[جاء "مجمع الأمثال" 2/ 341، يقال: صَبَّحَ بني فلان زوير سوء، وإذا عَرَاهم في عقر دارهم، والزُّوير: زعيم القوم.]]، أي أتيناهم صباحًا للغارة، ومنه:
نحن صبحنا عَامرًا في دارها [[عجز البيت:
جُرْداً تَعَادَى طرفَى نَهَارها
وقد ورد البيت من غير نسبة في: "تهذيب اللغة" 4/ 265: (صبح)، و"لسان العرب" 2/ 503 (صبح).]]
يقولون: إذا بدروا بخيل أوغارة تحيتهم: يا صباحاه، ينذرون الحي بهذا النداء، أي الغارة فانتبهوا، واستعدوا للحرب.
وقال [[في (أ): (قال).]] محمد بن كعب: هي الإبل تدفع بركبانها يوم النحر جمع إلى مني، والسنة أن لا يغير حتى تصبح [["الكشف والبيان" 13/ 139 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 517.]]. هذا كلامه.
ومعنى الإغارة في اللغة (: الإسراع، ويقال أغار، إذا أسرع، وبذلك فسر الكسائي قول الأعشى:
أغارَ لعَمْرِي في البلاد وأنجدا [[ورد البيت غير منسوب في "تهذيب اللغة" 8/ 183 (غار)، البيت للأعشى ميمون ابن قيس وهو في ديوانه.]]) [[ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة" 8/ 183 (غار).]]
وكانت العرب في الجاهلية تقول: أشرِقْ ثبير كيما نُغِيُر [[ورد المثل في "مجمع الأمثال" 2/ 157 وهو مثل يضرب في الإسراع والعجلة، ومعنى أشرِقْ: أي ادخُلْ يا ثبيِر في الشُّرَوق كَي نُسرع للنَّحْر، يُقال: أغار على إغارة الثَعْلب، أي أسْرَع، قال عمر): إن المشركين كانوا يقولون: أشرق ثبير كما نُغير، وكانوا لا يفيُضون حتى تطلع الشمس.]]. أي كي يسرع في الإفاضة.
{"ayah":"فَٱلۡمُغِیرَ ٰتِ صُبۡحࣰا"}