الباحث القرآني

﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ﴾ أي: مننت عليّ إذ غفرت لي قتل هذه النفس [[في "تفسير الثعلبي" 8/ 143 أ: أنعمت علي بالمغفرة فلم تعاقبني.]]. قال مقاتل: أنعمت علي بالمغفرة [["تفسير مقاتل" 64 أ.]]؛ ولا أدري كيف علم موسى أن الله قد غفر له، وكان هذا قبل الوحي [[قال ابن عطية 11/ 276: ثم قال -عليه السلام- معاهدًا لربه -عز وجل-: رب بنعمتك علي وبسبب إحسانك فأنا ملتزم ألا أكون معينًا للمجرمين. هذا أحسن ما تُؤول. وقال ابن كثير 6/ 225: ﴿بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ﴾ أي: بما جعلت لي من الجاه والعزة والمنعة. وعلى هذا لا يرد الاعتراض الذي أورده الواحدي.]]؟. وقوله: ﴿فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾ قال ابن عباس: عونًا للكافرين [[ذكره عن ابن عباس ابن الجوزي، "زاد المسير" 6/ 209، ثم قال بعده: وهذا يدل على أن الإسرائيلي الذي أعانه موسى كان كافرًا. وذكره ابن الأنباري، الأضداد، 225، ولم ينسبه.]]. قال الأخفش: قوله: ﴿فَلَنْ أَكُونَ﴾ معناه: فلا أكونن [["معاني القرآن" للأخفش 2/ 652.]]. وهذا خبر في معنى الدعاء، كأنه قال: فلا تجعلني ظهيرًا. ونحو هذا ذكر الفراء؛ واحتج [[واحتج، ساقطة من نسخة: (ب).]] بأن في حرف عبد الله: (فلا تجعلني ظهيرًا)؛ على الدعاء [["معاني القرآن" للفراء 2/ 304.]]. ومذهب المفسرين أن هذا خبر وليس بدعاء؛ أخبر عن نفسه أنه لا يكون ظهيرًا للمجرمين بعد ذلك [["تفسير مقاتل" 64 أ. وأخرجه عبد الرزاق 2/ 89، عن قتادة.]]. قال ابن عباس: لم يستثن فابتُلي [[ذكره عنه الفراء، "معاني القرآن" 2/ 304. والثعلبي 8/ 143 أ.]]. يعني: ما وقع له من غدِ ذلك اليوم؛ وهو قوله: ﴿فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ﴾. وقال قتادة: لم يستثن -عليه السلام- حين قال: ﴿فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾ فابتلي كما تسمعون [[أخرجه ابن جرير 20/ 47.]]. قال مقاتل: إنما قال ذلك؛ لأن الذي نصره موسى كان كافرًا [["تفسير مقاتل" 64 أ.]]. وقد حكينا عن ابن إسحاق: أنه كان مسلمًا [[سبق ذكره في تفسير قول الله تعالى: ﴿هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ﴾ [15].]]. وسياق اللفظ يدل على صحة قول مقاتل. ومعنى الظهير في اللغة: المعين [["مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 99.]]. وقد مر تفسيره [[عند قول الله تعالى: ﴿وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا﴾ [الفرقان: 55].]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب