قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ﴾ لفظ استقبال أريد به حكاية حال قد مضت. وقد ذكرنا هذا عند قوله: ﴿فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ﴾ [[قال الواحدي في تفسير هذه الآية: قال أبو علي: هو حكاية حال ألا ترى أن القصة فيما مضى، وإنما حكى فعل الحال على ما كانت كما أن قوله: ﴿هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ﴾ [القصص: 15] أشار إلى الحاضر والقصة ماضية لأنه حكى الحال.]] [يوسف: 110] وهو أيضًا حكاية حال.
قوله: ﴿أَنْ نَمُنَّ﴾ قال مقاتل: نُنعم ﴿عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا﴾ مصر، وهم بنو إسرائيل [["تفسير مقاتل" 63 أ. وأخرجه ابن جرير 20/ 28، عن قتادة. و"تفسير الثعلبي" 8/ 139 ب.]]. ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾ قال ابن عباس: يريد في الهدى، ونحوه [[ذكره الثعلبي 8/ 139 ب، عن ابن عباس، بلفظ: قادة في الخير يقتدى بهم.]].
قال مقاتل: يُقتدَى بِهم في الخير [["تفسير مقاتل" 63 أ.]].
وقال قتادة: ولاة ملوكًا [[أخرجه ابن جرير 20/ 28، وابن أبي حاتم 9/ 2941. وذكره الثعلبي 8/ 139 ب.]]. وهو اختيار أبي إسحاق؛ قال: نجعلهم ولاة يؤتم بِهم [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 132.]].
وقال مجاهد: دعاة إلى الخير [[ذكره الثعلبي 8/ 139 ب، عن مجاهد.]]. ﴿وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ لملك فرعون، يرثون ملكه، ويسكنون مساكنهم، ويرثون ما يترك فرعون ويخلف بعده [["تفسير الثعلبي" 8/ 139 ب، بنحوه. وأخرج ابن جرير 20/ 28، عن قتادة: يرثون الأرض بعد فرعون وقومه.]].
{"ayah":"وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِینَ ٱسۡتُضۡعِفُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَ ٰرِثِینَ"}